أورام الرحم الليفية
أوام الرحم الليفية
أورام الرحم الليفية
أورام الرحم قد تكون حميده أو خبيثه و لكن الأورام الحميدة هي الأكثر إنتشاراً بين السيدات و أشهرها أورام الرحم الليفيه و تسمى أيضاً بأورام الرحم العضلية لأنها تنمو من خلايا عضلة الرحم و تختلف في أحجامها و أماكن تواجدها سواء داخل تجويف الرحم أو داخل جدار الرحم أو فى جدار الرحم من الخارج . أما الأورام الخبيثة في أشهرها سرطان بطانة الرحم و هو رابع أنواع السرطانات التي تصيب النساء و تتطلب الأورام الخبيثة الاكتشاف المبكر ومن ثم التدخل الجراحي لاستئصالها لمنع انتشارها إلى الأعضاء الأخرى و تجنب المضاعفات الناتجة عنها.
مم تشكو مريضة أورام الرحم الليفية ؟
الأورام الليفية هى أورام حميدة و ليست سرطانية تنشأ من جدار الرحم و تعرف بإسم الورم العضلى الأملس الرحمى و قد تعانى المرأة من أورام ليفية متعددة أو من ورم ليفى بسيط ، هذه الأورام ينتج عنها أنسجة عضلية و ليفية ، و يصاحب هذه الأورام عدة أعراض قد تظهر على المرأة و تشعر بها و التى يجب ضرورة الإنتباه إليها و إستشارة الطبيب المعالج لتحديد ما إذا كانت تعانى المرأة من مثل هذه الأورام أم لا.
و أشهر أعراض أورام الرحم الليفية:
– ألام فى منطقة الحوض، حيث تعانى المريضة من الآم متكرره فى أوقات بعيدة عن الدورة الشهرية نتيجة الضغط الكبير على المناطق المحيطة بالرحم
– ألم أسفل الظهر، حيث أن كتلة أو حجم الورم الليفى يؤثر على أجزاء الجسم بالإضافة إلى أن بعض الأورام الكبيرة عادة ما تظهر فى الجانب الخلفى المنخفض من الرحم مما يسبب ضغط و ألم شديد فى منطقة أسفل الظهر
– ألام الساق نتيجة الضغط على أعصاب العمود الفقرى المرتبطة مباشرةً بالساقين و التى قد تواجه ضغط شديد بسبب الأورام الليفية
– النزيف الشديد و المطول أثناء الدورة الشهرية و الذى قد يستمر لمدة أسبوع كامل أو أكثر و يصاحبه آلام شديدة
– الإمساك، حيث قد تضغط هذه الأورام على المستقيم و بالتالى تؤثر على وظائف الأمعاء الطبيعية فى الجسم
– تضخم البطن نتيجة وجود أورام ليفيه كبيرة و متعدده خارجه من الرحم و التى قد تسبب إنتفاخ و كبر حجم البطن
– التبول المتكرر و المؤلم نتيجة ضغط الورم على الأجهزة المحيطة بالرحم و منها المثانة ، و كذلك إرتفاع معدلات التبول أثناء الليل و الشعور بالضغط أسفل البطن
– الإجهاض المتكرر خاصة فى الثلث الأول من الحمل أو التأخر فى الإنجاب ، حيث تسبب الأورام الليفية إلتهاب فى البطانة و بالتالى تمنع التطور السليم للجنين و تمنع وصول الدم إلى الجنين بعد تخصيب البويضه و نقلها لقناة فالوب ثم إلى تجويف الرحم ، هذه الأسباب تؤدى فى نهاية الأمر إلى الإجهاض ، و كذلك الأورام الليفيه الكبيرة التى تقوم بسد قناة فالوب مما يمنع وصول البويضات إلى الرحم و بذلك تسبب العقم و تقلل من فرص الحمل.
كيف يتم تشخيص أورام الرحم الليفية؟
يجب إستشارة الطبيب عند ملاحظة المرأة لأى من الأعراض أو المشاكل المرضية السابق ذكرها ، حيث يوجد العديد من الطرق للكشف و تشخيص الأورام الليفية بالرحم. مثل الكشف الطبى حيث يمكن إكتشاف وجود أورام ليفية بالرحم عن طريق الكشف الطبى الروتينى لدى طبيب الأمراض النسائية ، كما يوجد العديد من أساليب الأشعة التى يمكن إستخدامها فى تشخيص الأورام الليفية بالإضافة لتحديد مكان الورم الليفى داخل الرحم و كذلك تحديد العدد و الحجم لكل ليفة و أشهر طرق الأشعه هو السونار أو الموجات فوق الصوتيه و يوجد نوعان من طرق الكشف بالموجات فوق الصوتيه ، النوع الأول هو الكشف بإستخدام مجس على البطن و الحوض ، و هو فحص مناسب أكثر للفتيات قبل الزواج و يمكن للطبيب رؤية الألياف الرحمية و مكانها. والنوع الثانى هو الكشف عن طريق مجس السونار المهبلى ، و هو أفضل من حيث الدقة للكشف عن الليفة الرحمية حتى و إن كان الورم صغير الحجم كما أن هناك طريقة أخرى لتشخيص الأورام الليفية بالرحم و هى بإستخدام أشعة الرنين المغناطيسى و هذه الطريقة تعتبر أفضل و أدق وسيلة حالياً فى تشخيص الأورام الليفية و إستبعاد وجود أورام بالحوض أو سرطان فى الرحم و كذلك الأفضل فى تحديد أماكن الورم أو الأورام فى جدار الرحم و عددها و حجمها بدقة عالية جداً. كما يمكن أيضاً إستخدام الأشعة بالصبغة على الرحم و قنوات فالوب (الأنابيب) و يستخدم فيها صبغة طبية ملونة لإظهار التجويف الرحمى و أنابيب فالوب بإستخدام الأشعة السينية، و أخيراً هناك ما يسمى بالتنظير الرحمى؛ أى الكشف بالمنظار حيث يقوم الطبيب بإدخال منظار مضاء صغير من خلال عنق الرحم إلى داخل الرحم و يقوم الأنبوب بإطلاق و نشر سائل لتمديد الرحم مما يسمح بفحص جدار الرحم و فتحات أنابيب فالوب. و الجدير بالذكر إنه يمكن إكتشاف الورم الليفى بالصدفة عند متابعة الحمل أو عمل فحص دورى للبطن و الحوض بالموجات فوق الصوتية.
هل تؤثر أورام الرحم الليفية على الحمل؟
من أهم الأعراض الناتجة عن هذه الأورام هى تأخر الحمل و الإجهاض المتكرر، لذلك تعتبر أورام الرحم الليفية أحد العوامل التى قد تؤدى لسقوط الحمل و الإجهاض و ذلك يتوقف على عدة عوامل أهمها مكان و حجم الورم الليفى حيث أن وجود الأورام الليفية فى مكان الجنين قد يسبب منع الحمل أو قد يؤدى للإجهاض المبكر و المتكرر و فى حالة وجود الورم فى عضلة الرحم أو داخل تجويفه يعمل على الضغط على الجنين داخل الرحم مسبباً عدم نموه و قد يؤدى إلى إجهاض الحمل فى مراحلة المتقدمة. و فى حالات إغلاق الفتحات الخاصة بقنوات الفالوب مما يعيق وصول الحيوانات المنوية للبويضة أو يعيق وصول البويضة لتجويف الرحم فى حال تخصيبها ، و أيضاً فى حالات وجود ورم ليفى كبير فى عنق الرحم مما يعيق وصول الحيوانات المنوية لداخل الرحم، و الجدير بالذكر إن بعض الأورام الليفية تنمو بصورة كبيرة عند حدوث حمل نتيجة إرتفاع نسبة الهرمونات بالدم ، مما قد يزاحم الجنين فى مكان نموه و قد يتسبب فى إجهاضه. كل هذه الحالات قد تعانى من تأخر فى حدوث الحمل أو الإجهاض المتكرر و المبكر بجانب الإفرازات الكيميائية التى تخرج من الأورام الليفية و التى تعمل أيضاً على تأخر الحمل ، و لذلك يجب مراجعة الطبيب المختص لعلاج الأورام الليفية الموجودة و علاجها لزيادة فرص الحمل
علاج أورام الرحم الليفية بالأشعة التداخلية (قسطرة الرحم) ؟
يعتبر علاج أورام الرحم الليفية عن طريق قسطرة الرحم بإستخدام الأشعة التداخلية هو أنجح و أفضل وسيلة علاج حديثة للتخلص من مشاكل و أعراض الأورام الليفية و تجنب الجراحة و إزالة الرحم ، حيث تقوم قسطرة الرحم بقطع التغذية و الدم عن الورم الليفى الرحمى و من ثم ضموره.
قسطرة الرحم:
و القسطرة هى عبارة عن أنبوب بلاستيكى رفيع جداً يدخل من فتحة صغيرة لا تتعدى ٣ ملى فى شريان بأعلى الفخذ تحت مخدر موضعى ، و يتم توجيه هذه القسطرة عن طريق التصوير بالأشعة حتى تصل إلى الشريان المغذى للأورام الليفية الموجودة بالرحم ، و من خلال القسطرة تحقن حبيبات طبية دقيقة تغلق هذه الشرايين المغذية للألياف الرحمية فينقطع عنها الغذاء و الأكسجين مما يؤدى لضمور الورم ليفى و علاج الأعراض و بالأخص النزيف و آلام الدورة الشهرية. و تشهد هذه الطريقة فى العلاج نسبة نجاح تصل إلى ٩٠٪ .
مميزات علاج أورام الرحم الليفية بالقسطرة
و يمتاز العلاج بالقسطره أنه يتم تحت التخدير الموضعى و ليس الكلى ، على عكس الجراحة التقليدية. كما إنه يحمى المريضه من خطر الإصابة بالمضاعفات التى قد تنتج عن الجراحة مثل إحتمالية حدوث نزيف أثناء الجراحة و فقدان كمية كبيرة من الدم ، و كذلك وجود شق جراحى كبير و الذى قد يزيد من فرص حدوث عدوى بعد العملية. و أحيانا قد يصاحب الشق الجراحى تكون نسيج ندبى فى جدار البطن أو التصاقات داخل تجويف البطن مما يؤدى لمضاعفات مثل حدوث إنسداد فى قناة فالوب مما يقلل فرصة الحمل ، و قد تسبب الالتصاقات إنسداد فى الأمعاء. و فى بعض الحالات قد يصاحب الجراحة لإزالة أورام الرحم الليفية الإضطرار لإستئصال الرحم بالكامل فى حال حدوث مضاعفات خارج السيطرة مما يقضى على فرصة الحمل نهائيا. كما قد يسبب الشق الجراحى في جدار الرحم حدوث تمزق فى جدار الرحم أثناء الولادة على عكس العلاج بالأشعة التداخلية فهو أمن و فعال و يستهدف خلايا الورم الليفى دون الحاجة لإستئصال الرحم و بالتالى لا يمنع فرصة المرأه فى الحمل و الإنجاب فيما بعد.