دوالي الخصية تُعد من أكثر المشكلات شيوعًا بين الذكور، خاصة في سن البلوغ والشباب. وهي عبارة عن توسّع غير طبيعي في الأوردة داخل كيس الصفن، مما يؤدي إلى خلل في تصريف الدم من الخصيتين. ورغم أنها في كثير من الحالات تكون بدون أعراض واضحة، إلا أنها قد تؤثر على خصوبة الرجل وتسبب انزعاجًا أو ألمًا مزمنًا.
في السنوات الأخيرة، تطور علاج دوالي الخصية ليشمل تقنيات حديثة أكثر أمانًا وفعالية، وعلى رأسها العلاج بالأشعة التداخلية، والذي أصبح بديلاً هامًا وناجحًا للجراحة التقليدية.
ما هي دوالي الخصية؟
دوالي الخصية هي توسّع أو تضخم في الأوردة الموجودة بالحبل المنوي داخل كيس الصفن. هذا التوسّع يحدث نتيجة فشل في الصمامات الوريدية المسؤولة عن منع رجوع الدم، مما يؤدي إلى تراكم الدم في الأوردة وحدوث ضغط زائد.
تحدث الدوالي غالبًا في الجهة اليسرى نتيجة الاختلافات التشريحية في التصريف الوريدي، ولكنها قد تصيب الجانبين أحيانًا.
الأسباب وعوامل الخطر
- تتعدد الأسباب المحتملة لدوالي الخصية، ومن أهمها:
- خلل في الصمامات الوريدية داخل الأوردة.
- الضغط الوريدي المرتفع في أوردة البطن.
- الاستعداد الوراثي.
- الأنشطة البدنية المجهدة التي ترفع الضغط داخل البطن.
- في بعض الحالات النادرة، قد تكون مرتبطة بأورام تضغط على الوريد الكلوي.
الأعراض الشائعة
- في كثير من الحالات لا تظهر أي أعراض، ويكتشف الطبيب وجود الدوالي خلال فحص روتيني. لكن عند وجود أعراض، فإنها قد تشمل:
- ألم خفيف أو إحساس بثقل في كيس الصفن، خاصة بعد الوقوف لفترات طويلة.
- تورم أو انتفاخ واضح في كيس الصفن.
- إحساس بوجود كتلة متعرجة أو “مثل كيس الديدان” عند اللمس.
- ضعف في الخصوبة أو تأخر الإنجاب.
- في بعض الحالات، قد يحدث ضمور في الخصية المصابة.
التشخيص
يبدأ التشخيص بالفحص السريري، ثم يُؤكد عادة باستخدام الموجات الصوتية دوبلر، وهي تقنية غير مؤلمة تُظهر الأوردة المتضخمة وتساعد في تقييم شدة الحالة.
كما يمكن إجراء تحليل للسائل المنوي لتقييم تأثير الدوالي على الخصوبة وجودة الحيوانات المنوية.
العلاج بين الجراحة والأشعة التداخلية
في السابق، كانت الجراحة المفتوحة أو بالمنظار هي الطريقة الأكثر شيوعًا لعلاج دوالي الخصية. ومع تطور الطب الحديث، أصبح العلاج بالأشعة التداخلية (الانصمام الوريدي) الخيار الأمثل في كثير من الحالات، خاصة للمرضى الذين يبحثون عن علاج فعال بأقل تدخل جراحي ممكن.
العلاج بالأشعة التداخلية (الانصمام الوريدي)
هو إجراء غير جراحي يتم تحت توجيه الأشعة، حيث يُدخل الطبيب قسطرة رفيعة عبر وريد في الفخذ أو الرقبة، ويتم توجيهها بدقة إلى الوريد المصاب داخل كيس الصفن. ثم تُحقن مواد خاصة (مثل ملفات معدنية دقيقة أو مواد لاصقة) لغلق الوريد المصاب ومنع تجمع الدم فيه.
مميزات العلاج بالأشعة التداخلية
- بدون جراحة أو فتح جراحي: يتم الإجراء من خلال ثقب صغير جدًا لا يتعدى عدة مليمترات.
- يُجرى تحت تأثير التخدير الموضعي فقط.
- العودة السريعة للحياة الطبيعية: معظم المرضى يمكنهم مغادرة المستشفى في نفس اليوم.
- نسبة نجاح عالية جدًا ، مع مضاعفات أقل.
- إمكانية العلاج الثنائي (دوالي الجانبين) في جلسة واحدة.
- يُعتبر الخيار الأفضل للمرضى الذين خضعوا لعمليات سابقة ولم يتحسنوا.
ما بعد العلاج بالأشعة التداخلية
بعد العلاج، يُنصح المريض بالراحة لمدة قصيرة (24–48 ساعة)، مع تجنب الأنشطة الشاقة لمدة أسبوع تقريبًا. غالبًا ما يُلاحظ تحسن في الأعراض تدريجيًا، وقد تظهر نتائج إيجابية في تحليل السائل المنوي خلال أشهر قليلة بعد الإجراء.
التأثير على الخصوبة
تؤثر دوالي الخصية على الخصوبة من خلال إعاقة التروية الدموية السليمة ورفع درجة حرارة الخصية، مما يضر بإنتاج الحيوانات المنوية. العلاج بالأشعة التداخلية يُعيد تدفق الدم الطبيعي، ويحسن البيئة داخل كيس الصفن، ما ينعكس على جودة الحيوانات المنوية وفرص الإنجاب.
لماذا نختار العلاج بالأشعة التداخلية؟
في عصر الطب الحديث، لم يعد العلاج مقصورًا على المشرط الجراحي. الأشعة التداخلية تمثل نقلة نوعية في علاج دوالي الخصية لما توفره من:
- راحة للمريض.
- تقليل فترة النقاهة.
- أمان أكبر ونتائج ممتازة.
- إمكانية تكرار العلاج إذا لزم الأمر
دوالي الخصية حالة شائعة يمكن التعامل معها بفعالية تامة ويُعد العلاج بالأشعة التداخلية خيارًا متقدمًا وآمنًا، يُناسب كثيرًا من المرضى، خاصة من يبحثون عن علاج سريع وآمن دون الخضوع للجراحة. مع توفر هذا النوع من العلاج في مراكز الأشعة التداخلية المتميزة، أصبح بالإمكان علاج دوالي الخصية بطريقة أقل ألمًا وأكثر فعالية.